الأحد، 6 مارس 2011

نداء القوى الحديثة 4 يناير 2011 / (1) تمهيد

بسم الله نبدأ
نداء القوى الوطنية الحديثة
تمهيد
  إن شعب السودان لديه إرث غنى من ثقافة الوفاق والعمل الجماعي ،فلقد إستطاع هزيمة الحكم التركي - المصري في ثمانينات القرن التاسع عشر عندما التفت كل قبائل السودان حول الثورة المهدية ونصرت قائدها وأوته وساندته في كل معاقلها، وجاءت جمعية اللواء الأبيض لتفجر ثورة 1924م التي قادتها مجموعة من الشباب العسكريين والمدنيين تمثل كل الطيف القبلي والإثني السوداني واستشهد منهم من استشهد وبقيت ذكراها خالدة في ضمير الشعب السوداني، ثم تكرر المشهد في أربعينيات القرن العشرين عندما إلتقى كل أهل السودان في مؤتمر جوبا وحسموا أمر وحدة السودان وإستقلاله من التاجين البريطاني والمصري والذي توج بإعلان الإستقلال والوحدة من داخل البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر 1955م، ثم أنجز الجلاء ورفع علم السودان المستقل والموحد عالياً خفاقاً في الأول من يناير 1956 م. لم تهدأ رغبة أهل السودان في الوفاق والوحدة الوطنية وتوحيد كلمتهم فاجتمعوا حول المائدة المستديرة في مؤتمر الخرطوم 1965م والذي بات يعرف بمؤتمر المائدة المستديرة الذي تم الإتفاق فيه على إستبعاد فكرة إنفصال الجنوب وأمن على وحدته مع الشمال والنظر في تطبيق الحكم الفدرالي . لأسباب كثيرة ومعوقات موضوعية وبعض الهنات الذاتية لا سبيل لحصرها الآن أو الإسهاب فيها لم يستطع أهل السودان إنجاز مهام ما بعد الإستقلال، وأهمها تقنين مخرجات مؤتمري جوبا والمائدة المستديرة في دستور دائم للبلاد، وتوالت الإنقلابات العسكرية منذ نوفمبر 1958م مروراً بمايو 1969م وإنتهاءاً بمحطة يونيو 1989م الكارثية والتي أوصلتنا لما فيه السودان اليوم. أما شعب السودان فلقد برهن على عبقريته الثورية بإقتلاع نظامين غاشمين عن الحكم بواسطة إنتفاضتين شعبيتين لم تفصل بينهما إلا إحدى وعشرين عاماً فقط؛ ثورة أكتوبر 1964 المجيدة التي اقتلعت نظام    17 نوفمبر البغيض ثم إنتفاضة مارس/أبريل 1985 التي أرسلت بدورها النظام المايوي البائس إلى مزبلة التاريخ، فهذه هي عبقرية الشعب السوداني النبيل الذي تنتظره مهمة مقدسة أخرى لتصحيح أوضاع السودان الراهنة وإستعادة وحدته الوطنية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار والتصدع.
إننا في تجمع القوى الوطنية الحديثة قد تداعينا وتواثقنا على جمع الصف ومددنا ةما زلنا نمد أيادينا بكل إخلاص لكل قوى المعارضة حتى وإن إختلفنا معها فكرياً واستراتيجياً حتى نخرج إلى الشعب السوداني للمرة الثالثة في تاريخ الوطن العزيز بكلمة واحدة ورأي موحد حول القضايا المصيرية التي تواجه البلاد، مهتدين في ذلك بكل التفاهمات السابقة التي جمعت أهل السودان وعلى رأسها مؤتمري جوبا والمائدة المستديرة، بالإضافة إلى مؤتمر القضايا المصيرية الذي انعقد في أسمرا عام 1995م، وأي تفاهمات أخرى محفوظة في الذاكرة الجمعية لأهل السودان مع الوضع في الإعتبار المستجدات التي طرأت على واقعنا السياسي والإجتماعي والثقافي والإقتصادي في فترة العقدين الماضيين.

لقد كانت أهم القضايا التي إنتخبتها القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لكي تكون المحاور الأساسية لمؤتمر السودان الشامل الذي كان مقدراً له أن يعقد في أكتوبر 2010م هي:
أولاً: قضايا التحول الديمقراطي ومسائل الحريات العامة.
ثانياً: مسألة الإستفتاء وتقرير المصير وحتمية الوحدة الطوعية على أسس جديدة.
ثالثاً: أهمية إيجاد الحل العادل وعلى وجه السرعة لمشكلة دارفور ومأساة الحرب الدائرة فيها.
رابعاً: بحث المسألة الإقتصادية والضائقة المعيشية وغلاء الأسعار.
خامساً: أهمية العمل الدؤوب على خلق المناخ المناسب للسلام الإجتماعي ونشر ثقافة التعايش السلمي.
هنالك بالطبع قضايا كثيرة لا حصر لها لن تكون غائبة عن أذهاننا في تجمع القوى الوطنية الحديثة أثناء بحثنا لهذه القضايا المفصلية أعلاه وستحظى بقدر كبير من الإهتمام والبحث، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- إيجاد الحل العادل لقضية المفصولين سياسياً وتعويضهم وتعويض أسرهم.
- بحث الحلول المناسبة لقضية المتأثرين بتشييد السدود وتعويضهم التعويض العادل.
- قضايا صحة الإنسان والبيئة والعلاج والتربية والتعليم الأساسي والجامعي والبحث العلمي.
إننا وزملائنا في قوى المعارضة وأثناء تحضيرنا لعقد مؤتمر السودان الشامل قد توافقنا وجمعت بيننا كثير من المشتركات الوطنية وكانت نتيجة ذلك الأوراق الأربعة الخاصة بالمحاور الرئيسية المذكروة أعلاها، وإننا في ورقتنا هذه سنحاول أن نلخص بقدر الإمكان أهم ما جاء من توصيات ورؤى مشتركة في هذه المحاور الأربعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق